القاهرة (رويترز) - قال شهود عيان في القاهرة ومدن مصرية أخرى ان دعوة الاضراب
العام التي وجهها نشطاء يطالبون بالانهاء الفوري للادارة العسكرية لشؤون البلاد لم
تلق استجابة يوم السبت وان المرافق التي تديرها الحكومة عملت بانتظام.
وقال تجار في وسط القاهرة ان ضعف النشاط التجاري بسبب تراجع الاقتصاد يجعل
الاستجابة لدعوة الاضراب مستحيلة.
وقال الشهود ان المكاتب والمؤسسات والشركات الحكومية فتحت أبوابها كالمعتاد في
القاهرة.
وقال شاهد ان المترو الذي ينقل مئات الالوف من الركاب يوميا في القاهرة يعمل
بصورة طبيعية.
وأضاف "حركة التقاطر عادية والعربات مليئة بالركاب."
واختار نشطاء الدعوة لاضراب عام يوم السبت لانه الذكرى الاولى لتولي المجلس
الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون البلاد بعد تنحي الرئيس حسني مبارك تحت ضغط
الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني العام الماضي.
ونقل التلفزيون الحكومي عن مسؤول بهيئة قناة السويس قوله ان حركة عبور السفن
بالمجرى الملاحي الحيوي منتظمة وان 49 سفينة ستعبر القناة يوم السبت.
وفي جامعة القاهرة اكبر الجامعات المصرية رأى مراسل لرويترز حركة الدراسة
والامتحانات تسير بصورة طبيعية. وشارك نحو 100 طالب في مظاهرة داخل الجامعة هتفوا
خلالها ضد المجلس العسكري لكنهم نفوا اعتزامهم الخروج بمظاهرتهم الى
الشارع.
وقال سيد وهو صاحب متجر ملابس في حي الموسكي بمنطقة العتبة التجارية مشيرا
لمتاجر المنطقة الواقعة بوسط القاهرة "كل هذه المتاجر مدينة ولا يمكننا تحمل المزيد
من الخسائر."
وقال احمد وهو بائع في متجر ساعات بميدان الاوبرا القريب "متاجر المنطقة كانت
تبيع (الواحد منها) بما بين 15 و20 ألف جنيه في اليوم أصبحت مبيعاتها لا تتعدى ألف
جنيه."
وأضاف "مستحيل الاستجابة لدعوة الاضراب."
ونشر الجيش مزيدا من الجنود والدبابات لحماية المباني والمنشات العامة تحسبا
للاضراب الذي أثار انقسامات عميقة بين الجماعات الشبابية الليبرالية واليسارية من
جهة والجيش والسياسيين الاسلاميين والزعماء الدينيين من جهة أخرى.
وكانت صفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي تحمل شعار ما يسمى اللجان الشعبية
للدفاع عن الثورة نشرت بيانا بتوقيع 40 حركة وحزبا يدعو للاضراب ويحمل عنوان (لنرفع
راية العصيان ونسقط حكم العسكر- بيان القوى الثورية).
وأطلق (ائتلاف 19 مارس للاغلبية الصامتة) على فيسبوك حملة مضادة للاضراب تحت
شعار (شغلني مكانه).
ورفض كل من شيخ الازهر ومفتي الجمهورية وبطريرك الكنيسة القبطية الارثوذكسية
الدعوات للاضراب.
ورفضت جماعة الاخوان المسلمين المشاركة في الاضراب. ويعد حزب الحرية والعدالة
الذراع السياسي للجماعة أكبر كتلة في البرلمان الجديد.
ويحذر خبراء من أن الاقتصاد المصري يواجه مصاعب كبيرة بعد عام من الاضطراب
السياسي والاحتجاجات العمالية والفئوية التي تهدف الى زيادة الاجور وتحسين ظروف
العمل.
وخفضت مؤسسة ستاندرد اند بورز التصنيف الائتماني للعملة الصعبة في مصر في المدى
الطويل الى (بي) من (بي زائد) يوم الجمعة بواقع خمس درجات في المنطقة عالية المخاطر
وأبقت على توقعاتها السلبية وأرجعت ذلك الى الانخفاض الحاد في احتياطيات الدولة من
العملة الصعبة والغموض السياسي.
وفي مدينة المحلة الكبرى الصناعية في دلتا النيل قال القيادي العمالي في شركة
مصر للغزل والنسيج محمد العطار ان العمل منتظم في الشركة التي يعمل فيها أكثر من
عشرين ألفا.
وأضاف "هذا اليوم هو يوم سقوط الطاغية وعلينا جميعا أن نحتفل في هذا اليوم
بالعمل الزائد."
وأكد المجلس العسكري في بيان يوم الجمعة التزامه بتسليم السلطة للمدنيين بحلول
منتصف العام الجاري وحذر من "المخططات" والمؤامرات الرامية لضرب استقرار
البلاد.
وقال شهود في ميناء دمياط على البحر المتوسط ان العمل في الميناء يسير
كالمعتاد.
وبدت حركة العمل طبيعية ايضا في منطقة ابو رواش الصناعية على مشارف
القاهرة.
من عماد عمر ومحمد عبد اللاه
المصدر: رويترز العربيه
http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE81Q0K520120211?pageNumber=1&virtualBrandChannel=0